دبي - أصداء العالم
بالنسبة لي أعتبر مباراة ألمانيا وإنجلترا فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وعلى أكثر من معيار.
بالمعيار التحضيري والنفسي سقط الإنجليز سقوطا فضائحيا، وسقط الجانبان بعدما تلاسنوا بكل العبارات (غير الحضارية) بدءا من بيكنباور الذي يفترض به أن يكون محترما، فوصف كرة الإنجليز بالغباء، وانتهاء بالإنجليز الذين لم يضعوا ثقتهم للمرة الثانية في أي من أبناء بلدهم، فجاءوا بالإيطالي كابيللو الذي يقبض 11 مليون يورو؛ أي ما يعادل مليون دولار كل شهر على (فاشوش).
فهو تعادل مع أمريكا ومع الجزائر، وخرج بفوز صعب أمام سلوفينيا، ثم لم يعرف كيف يقرأ الألمان لا قبل المباراة ولا أثناءها، ولا عرف كيف يستبدل لاعبيه، فكانت فضيحته بجلاجل، وأعتقد أن صحافة الإنجليز هذا الصباح (ستقطع فيه تقطيعا) وأنا أعرف صحافتهم بشكل جيد؛ لأنني عشت بينهم سنوات طويلة، وخاصة صحافة التابلويد التي تمشي على مبدأ (ما عندنا كبير ولا حتى الجمل).
المباراة كانت فضيحة لحارس المرمى الإنجليزي المخضرم ديفيد جيمس رغم أنه قد لا يتحمل وزر كل الأهداف، بل يتحملها (الدفاع المليوني) الذي يعتبره البعض من أغلى دفاعات العالم، وعلى رأسهم جون تيري القائد السابق، ومعهم من أهدى الهدف الأول للألمان ماثيو آبسون ابن الحادية والثلاثين (يعني ليس صغيرا)، وهو عوض عن خطئه، ولكن الضرر حصل.
وزاد الفضيحة ما فعله طاقم التحكيم الأوروجواني بقيادة خورخي لاربوندا ومساعده ماوريسيو إسبينوزا الذين دخلوا كتب التاريخ الكروي (الفضائحي) بتحكيم يندى له الجبين؛ لأن هدفا مثل الذي لم يتم احتسابه كفيل (ربما) بتغيير هوية بطل كأس العالم، ولن أتجادل مع من سيقول إن النتيجة كانت محسومة للألمان لأن نتيجة 2/1 غير نتيجة 2/2 وغير 3/1.
وطبعا لن أعود بالتاريخ إلى نهائي 1966 لأن الكل سيتحدث وسيربط بين الموضوعين، ولكني أعتقد أن ما سيصدر غدا عن الصحافة الإنجليزية جدير بأن نتحدث عنه، وأيضا التغيير الجوهري في مؤشر الصحافة الألمانية من إشادة كبيرة بعد الفوز على أستراليا، إلى إدانة وهجوم بعد الخسارة من الصرب، إلى مديح يفوق مديح أبي الطيب المتنبي لسيف الدولة الحمداني
منقول من موقع الأم بي سي الرسمي.