ودّعـَهُ الجميع ولم أُودعــه
في ساعة متأخرة من الليل . .
فتحت باب غرفته ..
وجدتُ جدرانهــا باردة تشكو الفقدان ؟
كُتبــه
. .
أوراقِــــه
. .
ســاعتــه
. .
تكتحــلَهـا الغـــبار
. .
بعد أن كانت أنفـــاسه تنثرهــا . .
جفت ينــابيع دموعي . . وضاعت روحــي
ألقيت نظرة خلف النــافذة . .
بدا القمر وكــأنه سحب أحبــاءه حين ذهب . .
البــرد يسكن في كل ركــن في الدار . .
برد يفتت عظــامي . .
والصمت لا يتـــرك لي أي فرصــة للنسيان
سكب الحزن والألم شعوراً ثقيلاً لاح في أعين
كل من أحبــوه . .
ودعــه الجميع قبل أن أودعــه أنـــا
كنت الأقرب اليه منهم جميعــاً . .
وكــان الي الصدر الحــاني الـراعـي
بل كان أكبر من كل أبجديات اللغــات
سُبحـان الله إنها لحكمــة الرحمن
يصطفي عباده الأخيار
فشاب في وجهــي مسحة من الرضــا . .
ويبقــى مع نبض النقــاء
وسط هذا البقــاء الزائــل . .
