ممدوح السروى مشرف
عدد المساهمات : 3517 تاريخ التسجيل : 17/01/2010
| موضوع: مصائب الامة هل هى خير ام شر الخميس 5 أغسطس - 10:39 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سؤال : لقد شاهدت على شاشات التلفاز الكثير من المصائبوالمآسي التي تمر بها الأمة الإسلامية ، في فلسطين جراحناتنزف ، وفي الشيشان أجسادنا تقطع ، وفي أفغانستان بيوتناتهدم ، وفي الفلبين وكشمير .. واليوم في العراق .. وغداً الله أعلم بمن سيلاقي هذا المصير .. فهل هذه المصائب والمآسيالتي نراها خيرٌ أم شر ؟. الجواب : الحمد لله خلق المصائب والآلام فيه من الحكم ما لا يحيط بعلمه إلا الله ،ومما أطلعنا الله عليه مما هو دال على ذلك :1- أن في الآلام والمصائب امتحاناً لصبر المؤمن قال تعالى :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْمَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَآمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )البقرة / 214 . 2- أن فيها دليلاً على ضعف الإنسان ، وافتقاره الذاتي إلى ربه ،ولا فلاح له إلا بافتقاره إلى ربه ، وانطراحه بين يديه .3- المصائب سبب لتكفير الذنوب ورفعة الدرجاتقال صلى الله عليه وسلم : " ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة ، أو حطّت عنه بها خطيئة "رواه مسلم (2572) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّىيَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ )رواه الترمذي (2399) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) . وعَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاءِ الثَّوَابَلَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ .رواه الترمذي (2402) انظر : السلسلة الصحيحة برقم (2206).4- ومن حكم المصائب عدم الركون إلى الدنيا ، فلو خلت الدنيامن المصائب لأحبها الإنسان أكثر ولركن إليها وغفل عن الآخرة، ولكن المصائب توقظه من غفلته وتجعله يعمل لدار لا مصائبفيها ولا ابتلاءات . 5- ومن أعظم حكم المصائب والإبتلاءات :التنبيه والتحذير عن التقصير في بعض الأمور ليتدارك الإنسانما قصر فيه ، وهذا كالإنذار الذي يصدر إلى الموظف أو الطالبالمقصر، والهدف منه تدارك التقصير ، فإن فعل فبها ونعمت،وإلا فإنه يستحق العقاب ، ولعل من الأدلة على ذلك قوله تعالى :( فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون .فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهموزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) . ومن الحكم المترتبة على سابقتها الإهلاك عقاباً لمن جاءته النذر، ولكنه لم يستفد منها ولم يغير من سلوكه ، واستمر على ذنوبهقال تعالى : { فأهلكناهم بذنوبهم } .وقال تعالى : ( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهمرسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين )، وقال تعالى :( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً ) قال ابن تيمية رحمة الله :" قد يـقـترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه ، فيكونمحموداً من تـلـك الجهة لا من جهة الحزن ، كالحزين علىمصيبة في دينه ، وعلى مصائب المسلمين عموماً ، فهذا يثابعلى ما في قلبه ، من حب الخير وبغض الشر ، وتوابع ذلك ،ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى تـرك مأمور من الصبروالجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة ، نهي عنه ، وإلا كان حسبصاحبه رفع الإثم عنه " فافهم هذا يا من تتمنى أن يغيـر الله الأحوال بلا عمل منكومن أمثالك . 6- قال الله تعالى :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِلَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ) الأنعام / 42قال السعدي رحمه الله : لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأممالسالفين والقرون المتقدمين فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا .فأخذناهم بالبأساء والضراء أي بالفقر والمرض والآفاتوالمصائب رحمة منا بهم . لعلهم يتضرعون إلينا ويلجأونعند الشدة إلينا . وقال تعالى : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْبَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )الروم / 41 . أي استعلن الفساد في البر والبحر ، أي فساد معايشهم ونقصانهاوحلول الآفات بها . وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك . وذلك بسبب ماقدمت أيديهم ، من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها . هذه المذكورة ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) أي ليعلموا أنهالمجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجاً من جزاء أعمالهم فيالدنيا ( لعلهم يرجعون ) عن أعمالهم التي أثرت لهم من الفسادما أثرت . فتصلح أحوالهم ، ويستقيم أمرهم . فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته ، وإلا فلو أذاقهمجميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة . 7- والعبادة في الشدائد والفتن لها طعم خاص وأجر خاص :عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ ) . رواه مسلم ( 2948 ) .قال النووي : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( الْعِبَادَة فِي الْهَرْج كَهِجْرَةِ إِلَيَّ ) الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَةوَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس . وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاسيَغْفُلُونَ عَنْهَا , وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا , وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلا أَفْرَاد . قَالَ الْقُرْطُبِيّ : أَنَّ الْفِتَن وَالْمَشَقَّة الْبَالِغَة سَتَقَعُ حَتَّى يَخِفّ أَمْرالدِّين وَيَقِلّ الاعْتِنَاء بِأَمْرِهِ وَلَا يَبْقَى لأَحَدٍ اِعْتِنَاء إِلا بِأَمْرِ دُنْيَاهُوَمَعَاش نَفْسه وَمَا يَتَعَلَّق بِهِ , وَمِنْ ثَمَّ عَظُمَ قَدْر الْعِبَادَة أَيَّامالْفِتْنَة كَمَا أَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث مَعْقِل بْن يَسَار رَفَعَهُ " الْعِبَادَة فِي الْهَرْج كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ " 8- أن حصول النعمة بعد ألم ومشقة ومصيبة أعظم قدراًعند الإنسان . فيعرف الإنسان قدر نعمة الله عليه في الصحة والعافية ،ويقدرها حق قدرها . فمن فوائد المصائب : التذكير بنعم الله تعالى على الإنسان لأن الإنسان الذي خلق مبصراً – مثلاً – ينسى نعمة البصرولا يقدرها حق قدرها، فإن ابتلاه الله بعمى مؤقت ثم عاد إليهبصره أحس بكل مشاعره بقيمة هذه النعمة، فدوام النعم قد ينسيالإنسان هذه النعم فلا يشكرها، فيقبضها الله ثم يعيدها إليهتذكيراً له بها ليشكرها. بل إن في المصائب تذكيراً للإنسان المصاب ولغيره بنعم الله ،فإذا رأى الإنسان مجنوناً أحس بنعمة العقل ، وإن رأى مريضاًأحس بالصحة ، وإن رأى كافراً يعيش كالأنعام أحس بنعمةالإيمان ، وإن رأى جاهلاً أحس بنعمة العلم ، هكذايشعر من كان له قلب متفتح يقظ ، أما الذين لا قلوب لهمفلا يشكرون نعم الله بل يبطرون ، ويتكبرون على خلق الله . 9- فوائد المصيبة أنها تنقذ الإنسان من الغفلة ، وتنبه العبد علىتقصيره في حق الله تعالى ، حتى لا يظن في نفسه الكمال فيكونسبباً لقسوة القلب والغفلة قال تعالى : ( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَاتَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوايَعْمَلُونَ ) الأنعام / 43 . 10- ومن حكم الابتلاءات والشدائد : التمحيصفالشدائد تكشف حقائق الناس وتميز الطيب من الخبيث ،والصادق من الكاذب ، والمؤمن من المنافق ،يقول الله الباري جلا شانه عن غزوة أحد وما نال المسلمين فيها، مبيناً جانباً من الحكمة في هذا الابتلاء :( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتىيميز الخبيث من الطيب ) فينكشف كلٌ على حقيقته : جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـيوما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي11- وليقوم المسلمون بإغاثة من تصيبهم المصائب منالمسلمين فيؤجرون على ذلك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ). رواه البخاري (6011) ومسلم (2586) وقال :( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )رواه البخاري (13) ومسلم (45) . 12- وفي الشدائد والحروب يظهر الأثر الحقيقي لقول الله تعالى :( وتعاونوا على البر والتقوى ) فمن صور التعاون في مجال الدعوة ونصرة الدين :جهاد الكفار والمنافقين في سبيل الله عز وجل ، ومشاركة أهلالدعوة الإسلامية في الحروب ضد أهل الكفر والضلال ، وتهيئةجميع الوسائل والعدة والعتاد من أجل الجهاد في سبيل الله ومن صور التعاون في نصرة الدين التي حدثت في عهدالنبي صلى الله عليه وسلم : التعاون على قتل مدعي النبوة ، وقتل رؤوس أهل الشرك والمرتدين ومنهم الذين يسبونالنبي صلى الله عليه وسلم .
| |
|
دلـــــــع المديرة العامة
عدد المساهمات : 10527 تاريخ التسجيل : 13/05/2009
| موضوع: رد: مصائب الامة هل هى خير ام شر الجمعة 6 أغسطس - 11:07 | |
| جزاك الله كل خير اخ ممدوح الخير من عند الله والشر من انفسنا وكما مذكور بالموضوع الشدائدوالمصائب توقظ الغافل من غفلته والشدائد تكشف حقائق بعض الناس شكرا للك على الموضوع المميز | |
|
امين اداريين
عدد المساهمات : 6662 تاريخ التسجيل : 16/01/2010 العمر : 38 الموقع : http://admin.ahladalil.com/
| موضوع: رد: مصائب الامة هل هى خير ام شر الجمعة 6 أغسطس - 12:55 | |
| | |
|
ممدوح السروى مشرف
عدد المساهمات : 3517 تاريخ التسجيل : 17/01/2010
| موضوع: رد: مصائب الامة هل هى خير ام شر الأحد 8 أغسطس - 17:51 | |
| | |
|