كيف أصبح لجميع حجرات قلبه صور مختلفة؟! كلّما دخلت غرفة وجدت أنثى بملامح أخرى تعبث في المكان وكأنها تعلم أن قلبه فندقٌ دون أبواب والعجيب عندما أجد قلوباً فاتحةً جميع حجراتها دون استثناء وكأن قلبه مرتعٌ لجميع النساء ..!
غريب بأن يكون الغرب أكثر تحضراً في العلاقات وتجد العربي كالراعي الذي ينظر إلى القطيع بطرفِ عينٍ يتنقل في مشاعره كخليات النحل تجدها على كل زهرة وفي كل حقل ..!
آآآآآه كم أمقت الرجل الشرقي عندما ينحني الحب خجلاً من أفعاله لايجد لها مبرراً أو دافعاً غير أنه لا يؤمن بوجود حب سوى في الكتب والقصص الخرافية وهي قصص أجدادنا وتاريخنا فكيف أنجبنَ مثلهم وحكايات الحب مصدرها الجزيرة العربية..! سحقاً .. يا قيس هل أخذت كل المشاعر ؟ ولم تترك لنا غير الفُتات..! سحقاً .. يا عنترة هل سحبت أكسجين الوفاء ؟ وتركتنا نختنق بالخيانات..! تباً.. يا عروة هل جرّدت شبابنا من الثقة ؟ وتركتهم كالأغصان اليابسة لا يؤمنون بأحاسيس صادقة ..! سحقاً .. لجميل بثينة كيف أحرق الحب والإخلاص بعد موته ؟ وترك لنا رماداً نستنشقه حتى تلوثت مشاعرنا..! فلم يعد لها لون يناسبها غير السواد
وعيون تقرّحت من غباره..!
آآآآآآه يا أرض العرب
وصحراء البدو كيف احتضنتِ المحبين والحب داخلك وأرسلتِ لنا جفافك المحرق الذي جفت معه المشاعر وتساقطت بعده القلوب كأغصان يبست فأكلها العبث بعد أن جفت من عروقها الحياة..؟! ماذا بقي فينا ؟! قلوب قاسية كالحجارة ؛ لا تعترف بحبٍ وتمارسه كطقس من طقوس الهوى في وقت استرسلنا فيها مع الأحلام فشرّعنا قلوبنا في قوارب مزيفة تبحر بأحاسيس المخدوعين إلى شواطئ الواقع المرير..!
هناك نستيقظ نعم نستيقظ فنجدنا ضحايا أصابتهم ذرة من فيروس الأولين فندفع ثمن استنشاقنا ما أصبح مكروهاً في حاضر العرب وفي تاريخ صنعوه من خيالهم وزيفهم ؛ ليبررون أفعالهم..!
آآآآآه هل سيحمل المستقبل نفس نسخنا قلوباً خاويةً ومشاعراً متجردةً من الإنسانية ولعبة حادة اسمها الحب نقتل بها الضعفاء منا أم نسخ أجدادهم غيث من المشاعر في إناء واحد ::::::::::[/size]