رحلة مفرحة.. محزنة.. من مسجد الجزار إلى المسجد الأقصى
قبل حوالي الشهرين تقريبا إنطلقت بنا الحافلة من مسجد الجزار في مدينة عكا الفلسطينية والذي يعد ثاني أجمل مسجد من حيث الروعة في البناء من بعد المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف إلى المسجد الأقصى المبارك حماه الله وذلك للصلاة فيه تلبية لنداء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والذي دعانا كمسلمين لشد الرحال إلى ثلاثة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في أرض الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف.وقد كانت الرحلة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك الذي صلى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء المباركة.وقد صلى خلفه سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم السلام وكيف لا وهو خاتم الأنبياء والمرسلين وإمام المتقين والأنبياء.لقد كانت فعلا رحلة مفرحة ومحزنة في آن واحد,مفرحة لأننا لبينا نداء الرسول الكريم وصلينا في المكان الطاهر الذي صلى فيه صلى الله عليه وسلم, ومحزنة لأن معظم إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات من المصلين كانوا من خارج مدينة القدس الشريف,بل ومن خارج البلاد أيضا أي أن نسبة المصلين من إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات أهالي القدس الشريف لم تتعدى التسعة في المائة وهذا ما يجعلنا نخاف من تهويد المدينة الفلسطينية التاريخية كما يخطط المحتلين الصهاينة على مدار الساعة.فأفيقوا من غفوتكم الدينية والوطنية يا أهل القس الشريف قبل فوات الآوان والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل.وفي الختام نبذة مختصرة عن مسجد الجزار في مدينة عكا العتيقة ويا خوف عكا من هدير البحر كما يقال عندنا في البلاد.لقد أتم أحمد باشا الجزار بناء المسجد سنة 1782م أما الغرف الصغيرة الموجودة في داخل المسجد فقد كان يسكنها طلاب العلم أيام كانت في مسجد الجزار مدرسة إسلامية(حتى سنة 1948)أما حجارة المسجد فقد جُلبَتْ من خرائب قيسارية وعتليت في فلسطين المحتلة.وقد تم ترميم المسجد حديثا وذلك بفضل مساعي أخي الحبيب في الله فضيلة الشيخ سمير العاصي الذي تعرفت على حضرته الفاضلة قبل حوالي العامين تقريبا يوم كنت أعمل في مدينة عكا الجميلة قبل أن أعود إلى مدينتي الناصرة الفلسطينية شمال البلاد حيث مسقط رأسي.ولكن علاقتي مع فضيلة الشيخ سمير العاصي لم تنقطع ومازلت أسافر في الحافلة كل يوم جمعة لمدة ساعة تقريبا من الناصرة إلى عكا للصلاة خلف الشيخ سمير العاصي إمام وخطيب مسجد الجزار الذي أحببت فيه قلة أقواله وكثرة أعماله الصالحة وما أكثرها جزاه الله حسن الجزاء.
صورة لمسجد الجزار في مدينة عكا الفلسطينية العتيقة ويا خوف عكا من هدير البحر.