سيدي
اسمح لي اليوم أن أخلع وجه خجلي قليلا
لأملك جرأة امرأة غجرية
تخشاها الأيام
فأقف أمام وجه حبك السافر
و اسمح لي
سأضع معطف اشتياقي هناك
على الباب قبل دخولي
و سأطلب من حنيني إليك
أن يدخل غرفته
فينام
و كذلك أيها السيد الأنيق الهوى
اسمح لي
لن أخلع نعليا في وادي حبك
فلم يعد ذاك المقدس عندي
بعدما أتقن هواك
التسكع في طرقات العوام
سأستعير من الريح بعض اندفاعها
و لن أسمح لمصدات عينيك بالعمل ضدها
فلقد ولت تلك الأيام
سأطلب من البحر أن يمنحني بعض اغتسال
لأقوى على مواجهة زيف هواك
لأكشف فيك الأوهام
و ستكون الشمس في عيني
لأرى بوضوح
ملامح قلبك رغم التنكر
رغم المراوغة
و رغم الآلام
لمَ...لمَ تتقن العبث بروحي و قلبي
مدعيا لي حبا لم يكن...؟
أ رقمٌ في صفحاتك...؟
تديره حين يشاء لك الغرور ...؟
و تستعرض في مدة المكالمة القصيرة
مدى اشتياقي
و حنيني
فترضي في نفسك غرور الآثام..؟؟
اليوم سيدي
ليست لك فرصةٌ أمامي
فاليوم
جئتك محملة بكل غضب الأيام
بكل احتضار الأحلام
بكل يأسي الذي صلبني مراتٍ
على أبواب قلبك الحجرية
قلبك الرخام
اليوم
جئتك بطلبٍ واحد
ليس سواه
من فضلك
أيها الرجل الذي يجيد دوما فنون المواربة
و صمت الكلام
اسحب عطر أنفاسك
من المدى بيننا
و لا تكرر تلك اللعبة
لا تستغل صراخ قلبي الصغير
و لا تنثر ملح غرورك
فوق دروب جراحي
فتزدهر فيها الآلام
اسحب عطر أنفاسك
من أثير يحمله إلى صدري
فيبعثر تكوين الشرايين
و الأوردة
و تدور معركةٌ هناك
حيث تشتبك كل كريات دمي
تتسارع
تريد الاغتسال في عطرك
لتحصل على بعض روعةٍ
أعلنت للقبح الاستسلام
أيها الرجل
توقف عن لعبتك
سأعلم قلبي الصمود
سأعلمه كيف يخون العهود
مع من لا يجيد سوى استغلال قوته
مع قائدٍ
لم يعد له حق الكلام
سيدي
هذا ليس رجاءا
ليس طلبا
إنما كان هذا آخر قراراتي
على أبواب رحيلك
اسحب عطر أنفاسك
من المدى بيننا
و توقف الآن
عن تلك اللعبة
فلقد سئمت الكلام
و الأحلام
و الأوهام
منقول
