بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لغات الحب
ماذايحدث للحب بعد الزفاف؟ وهل يحدث مع غيري مثل هذا؟ ولهذا السبب تكثر وقائعالطلاق؟ وأولئك الذين لا يُطَلِقون بعضهم بعضاً، ايعتادون أن يعايشواالفراغ، أم يبقى الحب حياً بالحقيقة في عدة زيجات؟ وإن كان كذلك فكيف؟
هذهالأسئلة كثيراً ما يطرحها اليوم آلاف المتزوجين والمطلقين في أماكن شتى..فالرغبة في وجود الحب الرومانسي ضمن إطار الزواج هي حاجة متأصلة في صلبتكويننا النفسي.
لذلك ينبغي أن تكون لدينا رغبة صادقة في تعلملغة الحب الأساسية عند الشريك الآخر في الزواج، إذا أردنا لتواصلنا فيالمحبة أن يكون فعالاً ومجدياً.
فهنالك في الأساس خمس لغات للحب، وإن كانت لها فروع كثيرة. ونادراً ما تكون للزوج والزوجة اللغة عينها من لغات الحب الأساسية.
وعندمايحدد كل من الزوجين لغة الحب التي يتقنها الآخر ويتعلمها بوصفها لغتهالأساسية، أرى أنهما يكونان قد اكتشفا سر الزواج الذي يدوم مدى العمر،والذي تمده المحبة بالاستقرار والازدهار.
لغة الحب الأولى
الكلمات الإيجابية المشجعة:
إنالإطراءات المنطوقة، أو كلمات التقدير والثناء، مُوصلات قوية للمحبة.فالإمكانات الكامنة داخل شريكك في الزواج، قد تكون في انتظار كلماتالتشجيع من فمك. وخير طريقة للتعبير عن التقدير أن تُستعمل عبارات بسيطةوصريحة:
- كم تبدو وسيماً وأنت تلبس هذا الطقم!
- ما أجملكِ في هذا الفستان!
- أنا أُقدر لك حقاً غسل الصحون هذا المساء.
أيضاًإن أردنا أن نعبر عــــــن حبنا بالكــــلام، فينبغي أن نستخدم كلماتاللطف واللين. فأحياناً تقول كلماتنا شيئاً، ولكن نغمة الصوت تقول شيئاًآخر. وبذلك نرسل رسائل مزدوجة. أما الطرف الآخر فيفسر رسائلنا عادة علىأساس نبرة أصواتنا، لا على أساس الكلمات التي يسمعها.
لغة الحب الثانية
تكريس وقتٍ خاص:
الاحتياجلأن تخصص وقتاً كافياً للشريك الآخر، لتقضيه معه في شأن مشترك، يعبر عنتمتعكما بصحبة أحدكما للآخر، وعن رغبتكما في القيام بالأمور معاً.
وتكريسوقت خاص، يعني أن يولي المرء انتباهاً غير منقسم، فلا يعني أن يجلسالزوجان على أريكة ويشاهدا التليفزيون معاً، ويا لهذا من مُعبِّر عنالمحبة عاطفيٍّ فعّال!
وإليك بعض النقاط العملية - وتسمى فن الإصغاء - لتعينك على إتقان هذه ال
لغة:
1- ليـبق نظــرك شــاخصاً إلى وجه شريكك وهو يتحدث.
2- لا تصـغ إلى شــريكك وأنت تقوم بأمر آخر في الوقت عينه.
3- أصــغ منتــبهاً للــمشــاعر، اسأل نفسك: «ما المشاعر التي يمر بها شريكي؟»
4- لاحظ لغة الجسد، فقد تُلقي ضوءاً على المشاعر التي تُعتمل في صدر الآخر.
5- تجنب المقاطعة في الحديث لكي يمكنك الفهم.
لغة الحب الثالثة
تَلقي الهدايا:
إنالهدية هي شيء يمكن أن تنظر إليه وتقول: «إنها كانت تُفكر فـيّ»، أو «إنهيذكُرني». وما الهدية في ذاتها إلا رمزاً لذلك التفكير. فليس مهماً كمتُكلف من المال، بل المهم هو أنك فكرت في الشخص الآخر. فإحضار الهديةوإهدائها تعبير عن المحبة.
لغة الحب الرابعة
أعمال الخدمة:
يقصدبها أن يقوم كلا الزوجين بأعمال من شأنها أن تعين الطرف الآخر. فالزوجمثلاً يسعى لإرضاء زوجته بخدمته لها، معبراً عن حبه لها بتأدية أعمالتريحها.
ومن أعمال الخدمة، على سبيل المثال: طهو وجبة طعام، غسلالصحون، المساعدة في نظافة البيت، ترتيب خزانة الملابس، التخلص منالنفايات، المساعدة في مذاكرة الأولاد.. وهذه كلها أعمال تقتضي تفكيراًوتخطيطاً وجهداً وطاقة، وإذا تم القيام بها بروح إيجابية، وجهداً وطاقة،وإذا تم القيام بها بروح إيجابية، كانت بالحقيقة تعبيرات عن المحبة.
لغة الحب الخامسة
التلامس الجسدي:
إنالتلامس الجسدي هو وسيلة فعالة للتعبير عن الحب الزوجي. فالإمساك بالأيديوالتقبيل والعناق.. وغيرها. هي كلها طرق للـتعبير عــن الحــب العاطفي بينالزوجين. فقد توطد اللمسة الجسدية العلاقة أو العكس، ويمــكنها أن ترســلرسـالة تفيد إما البغضة أو الحب. تلك الرسالة قد تعني الكثير لمن كانت لغةالحب الأساسية عنده التلامس الجسدي، أكثر بكثير مما يعنيه القول: «أناأبغضك» أو «أنا أحبك». فالجسد مُهيأ لأن يُلمَس، وفيه يستقر كل كياني،فلمس جسدي هو لمسي أنا.
كيف تكتشف لغتك الأساسية في الحب؟!
لكي تكتشف لغتك الأساسية في الحب، عليك بسؤال نفسك الآتي:
- ما الذي يجعلك تشعر بأنك محبوب جداً عند شريك حياتك؟
- ما هو الأمر الذي كنت أطلبه من شريك حياتي في أغلب الأحيان؟
- بأية طريقة أتعمد التعبير عن حبي لشريك حياتي؟ (فقد تكون هذه هي لغتي التي أحتاج أن يعبر بها شريكي عن حبه لي).
وهنالكمقولة قالها مختص في طب نفس الأولاد والمراهقين: «في داخل كل ولد خزانعاطفي جاهز لأن يُملأ بالمحبة. فعندما يشعر الولد بأنه محبوب حقاً، ينمونمواً سليماً، ولكن إذا ظل الخزان فارغاً، يُسيء الولد التصرف. وكثير منسوء السلوك عند الأولاد يدفعهم إليه فراغ خزان المحبة».
فهل يعقل أنيكون في أعماق المتزوجين «خزان عاطفي للحب» غير منظور، فارغ من محتواه؟ أوهل يُعقل أن يسبب فراغ هذا الخزان سوء السلوك والتهرب والكلام الفظ وروحالانتقاد؟ وإذا تيسر لنا أن نجد طريقة لملء الخزان، فهل يحيا الزواج منجديد؟
ختاماً إن اختيار محبة شريك الحياة، والتعبير عن ذلك بلغةالحب الأساسية عنده، يُحدث تغييراً جذرياً في الزواج. وبالتالي يشيع جواًيتيح للزوجين أن يواجها سائر شئون الحياة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية.ورجائي أن يعمل هذا الكلام البسيط على إضرام شعلة المحبة من جديد فيالحياة الزوجية لدى كل من يقرأه.. لعلنا معاً نحقق حلمنا الكبير!
المصدر شبكة رافد للتنمية الثقافية
مع تمنياتي للجميع بحياة زوجية سعيدة وهانئة