يسأل عن سجود السهو قبل السلام وبعد السلام , وهل السجود قبل السلام صحيح على إطلاقه ؟
ــ الراجح والله أعلم وهو مذهب الإمام أحمد – رحمه الله – أن كل سهو قبل السلام إلا في حالين :
1- إذا شك في صلاته وعنده يقين , أو عنده غلبة ظن في أن تكون اثنتين أو تكون ثلاث فإنه يعمل على غلبة ظنه ثم إذا أراد أن يسلم فإنه يسجد للسهو ثم يسلم , لقوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - : " أما إنني أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني , وإذا سهى أحدكم في صلاته فليتحرى الصواب " ومعنى " يتحرى الصواب " يعني عنده غلبة ظن , " فليتحر الصواب وليسجد سجدتين بعد أن يسلم " هذه الحالة الأولى .
2- إذا سلم قبل إتمام صلاته فإنه يكمل صلاته فإذا جلس للتشهد فإنه يسلم ويسجد للسهو ثم يسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة ذو اليدين حينما صلى صلاة العشاء ركعتين فلما أتم صلاته , سلم ثم سجد للسهو , ثم سلم , هذا سنة , وعلى هذا فلو سجد بعد السلام وكان حقه قبل السلام وسجد قبل السلام ما حقه بعد السلام كل ذلك جائز , وقد نقل بعض المالكية والمرداوي الإجماع على جواز ذلك وخالف في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية والراجح والله أعلم هو قول الأئمة الأربعة أن من كان حق سجود السهو قبل السلام فسجد بعده , فلا حرج في ذلك , ومن كان حق السهو بعد السلام فسجد قبله كل ذلك جائز , إنما الخلاف في الاستحباب والله تعالى أعلم .
/ الشيخ عبد الله السلمي - سلمه الله -
منقول