[color=blue]المتنبي والتعبير عن الذات
يعد أبو الطيب المتنبي من أبرز الشعراء العباسيين,
وأكبر شعراء العربية,وقد ذاع شعره في الآفاق
لما فيه من الحكمة والتجارب الصادقة,
مع قدرة عجيبة على التعبير,
حتى لقد قيل:إنه مالئ الدنيا وشاغل الناس.
وكانت حكمه نابعة من نفسه التي خبرت الحياة والناس
فصاغها صياغة صادفت هوى نفوس الملايين الذين عشقوا شعره,
فكأنما يعبر عما في نفوسهم جميعاً,
وكانت الحكم الرائعة والصور الجميلة والمعاني المبتكرة, والتعبير عن الذات
من أهم مميزات شعر المتنبي.
والمتنبي من شعراء المعاني,
قد وفق بين الشعر والفلسفة,
وجعل أكثر عنايته بالمعنى,وأطلق الشعر من القيود التي قيده بها أبو تمام ,
وخرج به عن أساليب العرب التقليدية,
ولقد حَظِي في شعره بالحكم والأمثال,واختص بالإبداع
في وصف القتال غير أن ما يميز المتنبي هو بروز شخصيته في شعره ,
وصدق إيمانه برأيه,وقوة اعتداده بنفسه.
فمن أقواله التي يفتخر فيها بذاته قوله:
أمِط عنك تشبيهي بما وكأنّه.....فما أحَدُ فوقي ولا أحَدُ مثلي
*وكذلك من أقواله مفتخراً معتدا بنفسه:
إن اكن مُعجَباً فعُجبُ عجيبٍ......لم يجد فوق نفسهِ من مزيدِ
أنا تِربُ الندى وربُّ القوافي......وسِمامُ العِدى وغيظُ الحسود
أنا في أمة تـــــداركـــها الل.....ــهُ غريبُ كصالح في ثمــمود
*ويقول مفتخراًَ :
الخيل والليل والبيداء تعرفني.......والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذي نظرالأعمى إلى أدبي.......وأسمعت كلماتي من به صمــــــــمُ
فالمتنبي نموذج فذ لظهور الذات المعتدّة بنفسها المستوعبة لأمجاد قومها
ومثلهم ووجود هم,وليس معنى هذا
أنه ظلَّ بمنأى عن الظروف العامة المحتشدة بالفساد والتحلل والإفساد,
ولكنه ينتشل نفسه بسرعة من وهدة
هذا المستنقع ,إذ يقول:
إذا كنت ترضى أن تعيش بذلةٍ.......فلا تستعدّ ن الحسام اليمانيا
ولا تستطيلنَّ الرماحَ لـــغارةٍ ........ولا تستجيد نّ العِتاق المذاكيا
غير أن هذه الذات قد تجمح وتضل ويصيبها الغرور في غمرة الإحساس بالتميُّز والتفوق
فها هو يقول:
ما أبعد العيبَ والنقصانَ عن شرفي ..... أنا الثريا وذان الشيبُ والهرمُ
* ويقول مفتخراً معتداً بنفسه متحدثا عنها :
يقولون لي من أنت؟في كل بلدةً.....وما تبتغي؟ما أبتغي جلَّ أن يُسمى
فلا عبرت بي ساعةُلا تـُــعِزُّني......ول ا صحبتني مُهجةُ تقبلُ الظُّـــلمَــا
*ومن بواكير حكمه قوله:
عش عزيزاً أومت وأنت كريم.......بـين طعن القنا وخفق البنود
فرؤوس الرماح أذهب للغيـــظ.......وأشفى لغل صدر الحــسود
فاطلب العز في لظى ودع الذل......ولو كان في جنان الخـــلود
*ومن روائع قوله في الحكمه :
ما كل مايتمنى المرء يدركه..... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
وقوله:
وكن على حذرٍللناس تَسُتُره....ولا يغرك منهم ثغرُ مُبتسمِ
غاض الوفاء فماتلقاه في عدةٍ....وأعوز الصِّدق في الأخبار والقسمِ