العمارة الأبلقية.. ميزة لبيوت حمص القديمة ومسحة جمال جاذبة للسياح والمستثمرين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بنيت شوارع وحارات وحواكير حمص القديمة بطريقة فن العمارة الأبلقية التي تعود إلى سنة 1500 ميلادي فقد صنعت بيوتها من تداخل وتناغم الحجارة السوداء مع الحجارة البيضاء لتشبه لوحة الشطرنج ما يضفي عليها روعة وجمالاً وحميمية ويشكل لوحة فنية تجذب السياح والمستثمرين من جميع انحاء العالم.
وأوضح الدكتور زهير جبور رئيس قسم نظريات وتاريخ العمارة في جامعة البعث أن المخططات العامة للمدن العربية لم تكن عشوائية وإنما كانت على أعلى مستويات التنظيم العمراني والتوزيع الوظيفي لعناصرها وجماليتها حيث اعتمدت على قاعدة التضاد العضوي والبيئي بين الخارج بشمسه والداخل بظلاله وبرودته وحدائقه ومياهه كما اهتمت بدراسة الفراغات المعمارية بدقة وعناية وأضافت الزخارف والتزيينات وتلاءمت مع عوامل البيئة والمناخ وطبيعة المواد الأولية والوظيفة التي أنشئت من أجلها ومع فلسفة الإنسان العربي وحياته الاجتماعية والثقافية.
وأضاف أن البيوت تقسم إلى تكوينات رئيسية الإيوان الملاقف ,الأروقة ,المداخل المتكسرة ,القاعات ,السلسبيل ,البحرة لذا فوجود الفناء الداخلي كان له مكانة هامة في بناء البيت فقد كان منغلقاً على الخارج متوجهاً الى الداخل بهدف الحفاظ على خصوصية الأسرة وحرمتها مع تأمين الإنارة والتهوية أما الإيوان العلوي الموجود في الطابق العلوي من البيت ويستخدم كغرفة للمعيشة الشتوية يتجه إلى الجنوب لتأمين وصول الشمس إليه وتدفئته والإيوان السفلي يتجه نحو الشمال ويستخدم لغرفة معيشة صيفية لا تدخلها الشمس طوال النهار وتواجهها البحرة الموجودة في الفناء مع وجود أكثر من إيوان يستخدم بحسب موقعه من حركة الشمس واتجاه الريح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأشار إلى قيام كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث منذ خمسة عشر عاماً بدراسة لأحياء حمص القديمة وشكلت فريق عمل علمي بحثي كبير لدراسة الواقع الراهن للمدينة القديمة ووضع استراتيجيات تخطيطية عمرانية لها وهذا ماتبناه معهد تخطيط المدن في جامعة شتوتغارت الالمانية واعتبره الالمان أنموذجاً عملياً لإحياء المدن القديمة تم من خلاله إجراء تحليل معمق لأسباب تردي الوضع لبعض أجزاء المدينة والوقوف على المخطط التنظيمي العام موضحاً أنه تم التوصل لوضع أهداف واستراتيجيات أدت إلى وضع تصور علمي لإحياء جزء وبعثه من جديد.
وبين أنه يتم التأكيد في كل المؤتمرات والندوات والمحافل واللقاءات على ضرورة حماية المدينة العربية الإسلامية وإدخال مفهوم وتخطيط المدن العربية في المناهج التدريسية ليتعرف أبناؤنا على حضارتهم وتراثهم وتاريخهم العمراني العريق ولأن البعض يسعى إلى إشادة أبنية كما تسمى بالبرجية والتي لا تمت إلى طبيعة وسمات مدننا العربية الأصيلة حتى أنها لا تتماشى مع الواقع عمرانياً واجتماعيا داعياً إلى الحفاظ على الدور الأثرية المتبقية في حمص وعلى الأزقة والحارات وعلى رائحة عبق الياسمين والليمون فيها لأنها من تراثنا وحضارتنا.
وقال المؤرخ فيصل شيخاني إن بعض البيوت الحمصية القديمة كانت تبنى من الطين وسقفها يدعم بالأخشاب ويحفر بداخلها بئر الماء مشيراً إلى أن البيوت القديمة المتبقية يعود نسيج بنائها إلى العصور الإسلامية والمسيحية والرومانية والجوامع إلى العهدين المملوكي والعثماني ما يشكل حالة تالف حضاري عند الولوج إلى حارات وأزقة حمص القديمة التي تعبق رائحتها بالماضي العريق.
ولفت المهندس فريد جبور رئيس دائرة الآثار والمتاحف في حمص إلى ما تقوم به المديرية للحفاظ على النسيج العمراني والمعماري لمدينة حمص القديمة لما تشكله من أهمية تاريخية هامة كما أنها نقطة جذب سياحي هام .موضحاً أن الفرق العاملة في المديرية تقوم بأعمال الترميم والصيانة الدائمة للأبنية الأثرية والتاريخية مع حمايتها والمحافظة على طابعها التراثي.
يذكر أن مدينة حمص مازالت تحتفظ بعدد من البيوت التاريخية الأثرية التي تدل على حضارتها ومنها دار مفيد الأمين التي أنشئت في العهد المملوكي وتؤكد الوقفيات والتحريات بأنها الدار الثانية التي كانت تتبع للحكم داخل سور المدينة وبقيت مستعملة حتى دخول العثمانيين إلى الديار الشامية عام 922 هجرية وتشير الوثائق التاريخية إلى أن باني هذه الدار هو الملك أحمد شهاب الدين كجك وكانت تدعى بالسرايا الكوجكية لإدارة الحكم القضائي في المملكة البحرية المملوكية كما ونسبت هذه الدار أيضاً إلى القديس ماراليان العجائبي لإقامة أهله وأقاربه خلال فترة زمنية بعيدة ثم عرفت باسم بيت الحلاك وأخيراً بدار مفيد الأمين ودار الزهراوي المسمى بقصر الزهراوي الواقع في وسط مدينة حمص القديمة ويحمل طابعاً فريداً من نوعه في سورية من حيث خصوصية البناء في العهد المملوكي الذي ترك أثراً ضخماً يمتاز بزخرفة فنية عالية المهارة والذي اعتبره الأخصائيون الأجانب الذين زاروه بأنه مدرسة تمثل روعة وجمالية عمل المهندس المملوكي فيما يتم تأهيلها حالياً لتكون متحفاً للتقاليد الشعبية في حمص و بيت الآغا الذي يتربع في أحضان حمص القديمة وداخل أسوارها العتيقة.
وتكمن روعة البيت الحمصي بما يحمله من خصائص متميزة حيث تم استثمار هذا البيت ليكون مطعماً تراثياً ويقال إن والي حمص التركي عاش في البيت مع عدد من ضباطه ومر الفرنسيون بالبيت وهذا واضح من خلال تنوع التراث المعماري فيه فهو مزيج بين العمارة العربية وتاثرها بملامح العمارة العثمانية.

شكرااااااااااا لك امين
موضوع جميل ومميز
ومعلومات رائعة

كل الشكر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العفو
شكرا لكم على الردود الطيبة